في تصريحات تفسر على أنها تشكل تحولاً في موقف النظام الإيراني من “إسرائيل”، قارن مرشد النظام علي خامنئي بين مواقف بلاده ومواقف الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر من ”إسرائيل”، مؤكدا أن إيران لم تدع إلى رمي اليهود في البحر كما فعل ناصر.
وتداول نشطاء إيرانيون هذا الموقف بالإضافة إلى المشروع الذي قدمه علي خامنئي كحل للقضية الفلسطينية يوم الأحد الماضي، ليستنتج البعض منهم أن هذا الموقف يشكل تراجعا إيرانيا مشهودا عن شعارات كانت طرحتها طهران منذ أربعة عقود، تمثلت في محو “إسرائيل” من الخارطة وبلغت ذروتها في فترة الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أنكر المحرقة بطريقة شعبوية.
وقال المرشد خامنئي لدى استقباله عددا من أساتذة الجامعات الإيرانية: "كان جمال عبدالناصر يطلق شعار رمي اليهود في البحر ولكن نحن لم نقل ذلك منذ البداية".
مضيفا: "منذ اليوم الأول قدمنا مشروعنا، فقلنا إن الديمقراطية هو أسلوب متطور يتفق بشأنه العالم وقلنا أيضا راجعوا الشعب الفلسطيني لتقرير مصير فلسطين التاريخية وهذا مسجل في الأمم المتحدة باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني "أن هذه التصريحات تشكل تراجعا عن شعارات أطلقتها إيران خلال 4 عقود ولم تنفذ أي منها"، حسب ما أكده وجدان عبدالرحمن العضو القيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي في مقابلة مع "العربية.نت".
وتابع: "هل نسي خامنئي الإصرار على استمرار الحرب العراقية الإيرانية تحت شعار تحرير القدس عبر كربلاء؟، الحرب التي جلبت الويلات للشعبين العراقي والإيراني وأطالها النظام الإيراني بذريعة تحرير فلسطين ومحو “إسرائيل” عن الوجود".
مشروع خامنئي لحل القضية الفلسطينية
وكان خامنئ أوضح ما اعتبره المشروع الإيراني لحل القضية الفلسطينية، فقال: "نحن كنا نقول دائما ينبغي الرجوع إلى الرأي العام وأن إجراء استفتاء بمشاركة كافة الفلسطينيين الحقيقيين من مسلمين ويهود ومسيحيين الذين عاشوا على هذه الأرض المحتلة أو خارجها 80 عاما على أقل تقدير".
ويضيف وجدان عبدالرحمن: "طبعا هذا ليس جديدا فإيران ليس لديها مشروع حقيقي أو خارطة طريق لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وظلت خلال السنين الماضية تلجأ إلى هذه القضية بغية الضغط على “إسرائيل” والغرب للحصول على امتيازات".
وواصل عبدالرحمن: "أنا أرى بأن الظروف التي تمر بها إيران نتيجة للضغوط الناجمة عن خروج الولايات المتحدة الأميركية هي التي دفعت علي خامنئي أن يتظاهر بالمرونة استعدادا منه للانحناء أمام عاصفة العقوبات الأميركية بصفة خاصة والضغوطات الغربية بشأن موقف إيران من “إسرائيل” بصفة عامة".
لو ألقينا نظرة سريعة على تغريدة سابقة للمرشد على حسابه في التويتر نلمس التراجع السريع لزعيم النظام الإيراني خلال أسبوع فقط، حيث أعاد يوم الأحد 3 يونيو، خامنئي أو من يدير حسابه نشر تغريدة قديمة له عمرها 6 سنوات جاء فيها إن "موقفنا تجاه “إسرائيل” كما هو دائما، “إسرائيل” تشكل غدة سرطانية في غرب آسيا يجب استئصالها: مواجهة هذه الغدة السرطانية ممكنة وستتحقق في نهاية المطاف".
ردا على تغريدة المرشد الإيراني غردت السفارة "الإسرائيلية" في واشنطن ونشرت GIF تقول فيه شابة لصديقتها "لماذا أنت أفكارك منشغل بي؟".
وما نشرته السفارة "الإسرائيلية" هو مقطع لـ"ألممثلة" الأميركية "راشل مك أدامز" في دور "رجينا جورج" في "فيلم" "البنات المشاكسات" حيث تتحدث مع صديقتها بخصوص صاحبها فتقول: "لماذا أنت أفكارك منشغل بي؟".
ردود دبلوماسية
وانتقد دبلوماسيون أوروبيون وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تغريدة المرشد الإيراني الذي وصف فيها “إسرائيل” بالغدة السرطانية التي يجب استئصالها قبل أن يتراجع بعد أسبوع ويقول نحن لا نريد رمي اليهود في البحر مثل جمال عبدالناصر.
وكانت ميركل طالبت على هامش لقائها برئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الاثنين الماضي، معلقة على تغريدة خامنئي إيران بالحد من تدخلها في شؤون الشرق الأوسط وانتقدت البرنامج الصاروخي لطهران.
وربطت وكالة أنباء أسوشیتدبرس تصريح المستشارة الألمانية بتغريدة آية الله علي خامنئي بخصوص استئصال “إسرائيل”.
المصدر : العربية نت
28/9/1439
13/6/2018