خالد مشعل والحل السياسي للأزمة السورية!!

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 1606
خالد مشعل والحل السياسي للأزمة السورية!!
خالد مشعل والحل السياسي للأزمة السورية!!

خالد مشعل والحل السياسي للأزمة السورية!!

أحمد محمود الحيفاوي

7-1-2012

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم،أما بعد:

صرح خالد مشعل في مؤتمر صحفي عقد مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي على أنه حريص على حل المشكلة المتفاقمة في سوريا حلا سياسيا وترك الحل الأمني, ولا ندري كيف يمكن الانتقال للحل السياسي بهذه السهولة ومن نظام عرف منذ نشأته بارتكاب المجازر الفظيعة ضد شعبه!!

ذلك النظام الذي اعتاد على تكميم الأفواه ومراقبة الناس والتدخل في شؤونهم وفي أخص خصوصياتهم, حتى أضحى المواطن السوري إما مشرد أو مغيب في أقبية سجون النظام, أو متابع ومراقب إن كان يعيش داخل الارض السورية كمواطن, هذا النظام الذي لقي منه الشعب الفلسطيني أبشع المجازر وما مخيم تل الزعتر عنا ببعيد.

بل عانت المنطقة من ويلاته وتدخلاته فكم عانى العراق قبل الاحتلال وبعده من هذا النظام, وكم عانت اليمن والبحرين وغيرها من الدول من تدخلاته .

لقد بُنيَ هذا النظام على القتل والفتك بالناس, وصدقت المقولة " إن التاريخ خير واعظ ", فأصول النظام السوري هي أصول نصيرية باطنية وهو يتصرف وفق هذا المفهوم فالطائفة العلوية في سوريا هي المسيطرة على مفاصل البلد ولها الأمتيازات الهامة, أما الطائفة السنية فهي مهمشة .

كيف يكون الحل سياسيا والمعركة بين طرفين طرف يملك السلاح الثقيل وبكل اصنافه ويملك المال ويملك الاجهزة الأمنية وميليشيات الشبيحة ومدعوم من ايران والعراق وبعض الدول العربية, والطرف الاخر اعزل لا يملك الا الصوت الذي ينادي به!!

إن خالد مشعل يعلم قبل غيرة كيف أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني وخلال عشرين سنة تقريبا, وذلك لأن المفاوضات تتم بين فريق قوي وآخر ضعيف لا يملك من مقدرات القوة شيء الا وهي السلطة الفلسطينية, وبقيت محادثات السلام تدور حول حلقة مفرغة، فما هو الحل السياسي للأزمة السورية برأيك يا أستاذ مشعل؟!!

نحن نتمنى أن يكون الحل سياسيا يوقف نزيف الدم في سوريا فهذا مطلب شرعي, ولكن كيف يكون الحل سياسيا بين نظام مراوغ ومتكبر وعنجهي وبين شعب مسالم لا يريد إلا العيش بحرية وكرامة, فإذا كان هذا النظام قد ظل يرواغ ويلف ويدور على اتفاق هزيل من الجامعة العربية لعدة اشهر حتى افرغه من محتواه فكيف يمكن ضمانه لحل سياسي, ومن سيضغط عليه لقبول الحل السياسي أهي حماس التي يؤويها ذلك النظام !!!

ثم ما هو الضمان لرموز المعارضة السورية في الداخل بأن يفتك بها بعد أن يخف الضغط عليه ؟!

والله اننا لنخاف من امثال تلك التصريحات ونخشى ان تكون طوق نجاة آخر يلقى لذلك النظام المتجبر, والتفاف على مطالب الشعب السوري البطل والمظلوم .  

لقد كشف عمار القربي، رئيس المؤتمر السوري للتغيير، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، كان قبل أسبوع في السودان ووجه لوماً شديداً للحكومة السودانية لموافقتها على تجميد عضوية سوريا، كما وجه رسالة احتجاج شديدة إلى الرئيس الفلسطيني أبو مازن على الموقف الفلسطيني الرسمي تجاه سوريا ودعمه للثورة. (العربية نت)

إن صحت هذه الاخبار فإن خالد مشعل ومرة ثانية يسير في الخط الصفوي الايراني بعد مجاملاته المشهورة مع ذلك النظام، والا ما تفسيره لدعمه الكامل للثورة التونسية والمصرية واليمنية وحتى اليبية، ومطالبته بحل سياسي الآن لما يحصل في سوريا؟!! فمن المستفيد ومن الخاسر من هذا الحل؟ وإذا عرف السبب والنتيجة بطل العجب والاستغراب!

ليعرف خالد مشعل جيدا ان الشعب السوري المشهود بإصراره وشجاعته وفطنته عبر التاريخ وبشهادة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, وليعرف مشعل أن الشعب السوري لن يرجع الى الوراء ولن يقبل بحكومة علوية تحكمه خاصة بعد تضحيته بآلاف القتلى نحسبهم شهداء عند الله والله حسيبهم والآلاف من الاسرى والمفقودين, فما هو أفق الحل السياسي الذي يرومه خالد مشعل أهو تنحي سفاح الشام بشار المجرم  بعد كل هذا القتل وسفك الدماء لأبناء شعبه أم بعد كل هذه المراوغات بل هنالك معلومات تسربت : على أن وحدات سلاح الهندسة السوري تعكف منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي على تدشين عدد من الوحدات العسكرية والمعسكرات بعضها على سفح الجبال، بالإضافة إلى جزء آخر في باطن الجبل، فضلاً عن بناء العديد من النقاط الحصينة المضادة للدبابات، ومستودعات الأسلحة والوقود والأغذية في باطن الجبل، وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات، ومع نهاية شهر يناير الجاري ستتحول المنطقة الجبلية التي يدور الحديث عنها إلى أقوى الحصون العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.(مفكرة الاسلام )

فهل هذا النظام من الممكن أن يدخل تسوية سياسية تنتهي برحيله, إن الملف السوري ملف شائك ومعقد وقد تدخلت بشؤونه قوى عديدة منها اقليمية ومنها دولية, فالتدخل به وخاصة من قبل بعض الاطراف الفلسطينية قد يؤدي الى الضرر بالمجتمع الفلسطيني المقيم في سوريا, ولا ننسى ما حدث للفلسطينيين في الكويت بعد خروج القوات العراقية منها, كما لا يفوتنا ما حصل لإخواننا في العراق من مذابح ومآسي .

هذا اذا عرفنا ان الطغاة مهما تجبروا فهنالك ساعة سوف يسقطون بها وما حدث لحسني مبارك والقذافي وغيرهم ليس عنا ببعيد .

وإن الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته كما ورد في الحديث النبوي الشريف وقال تعالى {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }الكهف59. فالظلم هو السبب الرئيسي لزوال الملك . فينبغي لحماس إن لم تنصر شعبنا في سوريا وهذا من واجبهم علينا, فنكون على الحياد دون الدخول في مغامرات يكون شعبنا الفلسطيني هو من يجني ثمارها المؤلمة.

 

 



مقالات ذات صلة