لبنان بلد مرتهن ومرهون ونحن رهائن

لبنان بلد مرتهن ومرهون ونحن رهائن
لبنان بلد مرتهن ومرهون ونحن رهائن

حياة سياسية معطلة، اقتصاد منهار، تضخم مالي غير مسبوق، وتراجع قيمة الليرة اللبنانية الى مستويات متدنية جداً.. وغلاء فاحش، وارتفاع نسبة العائلات الفقيرة بعد اختفاء بل القضاء على الطبقة المتوسطة.. اضافةً الى ان الامن غير مستتب، حيث تدور اشتباكات شبه يوميه، خاصةً في حي الشراونة، في البقاع الشمالي، وعدد آخر من مناطق البقاع، شبكات تهريب مخدرات، وزراعة المخدرات على نطاق واسع، ومصانع تنشط في تركيب حبوب المخدرات (الكبتاغون) لتسميم الشباب اللبناني والعربي، ومن يمكن افساده، الى جانب عمليات قتل وانتحار وخطف وسلب، وسرقة سيارات، والتهريب على قدم وساق عبر المعابر الحدودية المفتوحة على مصراعيها.. لا كهرباء ولا ماء، وشبكة الهاتف والانترنت تعاني من صعوبات التشغيل.. ازمة وقود بين الحين والآخر، ومشكلة طحين وبالتالي ازمة رغيف الخبر.. اغلاق الوسط التجاري في بيروت، قبل انفجار المرفأ، وتوسعت دائرة الاغلاق بعد الانفجار المجزرة، قضاء متعثر بقرار من وزير المالية، آلاف العمال دون عمل وآلاف المؤسسات اغلقت ابوابها، نتيجة الظروف الاقتصادية والامنية والسياسية غير المستقرة..

كل هذه الازمات التي نعيشها، ونعاني منها، ومع نقرأ في موقع العهد، التابع لحزب الله مقالاً تحت عنوان :

هذا ما يضرب القطاع السياحي في لبنان...

موقع العهد.. فاطمة سلامة.... لطالما كان لبنان مقصدًا للسياح يأتون اليه من عدة دول. ولسنوات عديدة كانت السياحة أحد أهم مصادر الدخل. إلا أنّ الظروف الاستثنائية التي مرّ بها البلد من الأوضاع الأمنية جراء الخطر التكفيري في فترة من الفترات، الى الأوضاع السياسية الحرجة مرورًا بالأزمة الاقتصادية والصحية (الكورونا) جعلت وهج السياحة في لبنان يخفت ويتراجع...

حتى نكون اوضح في تفصيل الاسباب نقدمها نقاطاً منفصلة لنرد عليها بالتفصيل....؟؟؟...

·        الاوضاع الامنية جراء الخطر التكفيري...

·        الاوضاع السياسية الحرجة...

·        الازمة الاقتصادية والصحية...

البند الاول..افتتاح الاسباب بالخطر التكفيري، له دلالاته.. لان المشكلة لدى حزب الله ومن يدافع عنه موجودة باستمرار في مكانٍ آخر... هل اشتباكات حي الشراونة التي شاهدناها منذ ايام خلال المواجهة بين عصابات تهريب المخدرات، والجيش اللبناني.. لا تؤثر على السياحة وموسمها.. وهذا الاشتباك ليس الاول، ولن يكون الاخير.. لان هناك بيئة لا تعرف مهنة سوى التهريب، بكافة اشكاله.. وهل قتل الرقيب في الحرس الجمهوري، في الضاحية الجنوبية بهدف سرقته، كان فعل التكفيريين، ام عملية سرقة اجرامية طالت مواطناً لبنانياً يقوم بأكثر من عمل ليؤمن لقمة عيش لعائلته.. والاشتباك مع الجيش من قبل عصابات التهريب، الا يعتبر عملها تصرف تكفيري، لان سقوط شهداء وجرحى من الجيش دفاعاً عن امن الوطن والمواطنين، في حي الشراونة وغيره، يذكرنا بالعدوان على الجيش في الجرود والتي عمل الجيش على مواجهتها وانهاء ظاهرتها..؟؟

هل اطلاق النار والقذائف لمدة ساعات، من قبل بيئة الثنائي الشيعي، انصار بري ونصرالله، احتفالاً بفوز نبيه بري، برئاسة المجلس النيابي، وهو بالمناسبة فوز بطعم الهزيمة دون شك.. يشجع المغترب والسائح الاجنبي على الحضور الى لبنان..؟؟؟ والتجول فيه، والتسوق في مدنه وقراه..؟؟ وكيف كان حجم النفقات لهذا اليوم الطويل من اطلاق النار.. ومن قام بالتمويل..؟؟ لو انفق هذا المال على دعم العائلات الفقيرة والمحتاجة من اللبنانية او تامين الطبابة لهم.. ألم يكن من الافضل..؟؟ ام ان معنويات الزعيم اهم بكثير من مصالح المواطنين..؟؟

هل شبكات سرقة السيارات المنتشرة في لبنان وفي البقاع بشكلٍ خاص، عنصر جذب للسائحين،

هل شبكات خطف رجال الاعمال، وطلب فدية مالية، وخاصةً من المغتربين، تشكل حملة دعائية للحضور الى لبنان بهدف السياحة..

البند الثاني.. تحدث عن الاوضاع السياسية الحرجة.. من يستمع لخطابات نصرالله المتكررة في مضمونها واهدافها، وتلميحاتها واشاراتها ودلالاتها، يظن ان الحرب قد تقع بين لحظة واخرى، بين حزب الله والمجتمع الدولي برمته الخائف جداً من حزب الله وجمهوره.. وليس اسرائيل فقط..؟؟؟ فهل يشد السائح او المغترب احزمته للحضور الى لبنان، والارهاصات كلها تدل على ان حدثاً كبيراص قد يقع بين لحظة واخرى.. ولنا في حرب تموز/يوليو عام 2006، ذكرى وعبرة.؟؟

المعابر غير الشرعية التي تستخدم للتهريب في الاتجاهين..من المسؤول عنها ويحميها ويرعاها.. وكم من الاموال تفقدها الخزينة اللبنانية المنكوبة جراء استمرار هذه المعابر غير الشرعية...؟؟

والواقع السياسي، غير المستقر من المسؤول عنه... من اغلق مجلس النواب لسنوات، ومن عطل الانتخابات الرئاسية لسنوات واكثر من مرة، من الذي يعرقل تشكيل الحكومات، اطول فترة ممكنة، واذا تشكلت عرقل عملها .. كما جرى اكثر من مرة.. بالخروج من الجلسة او برفض توقيع المراسيم.. كما يجري الان بالنسبة للتشكيلات القضائية...؟؟

البند الثالث.. الوضع الاقتصادي والصحي.. الوضع الصحي لن نتوقف عنه، فوباء الكورونا كان عالمياً واصاب الكرة الارضية برمتها.. اما الوضع الاقتصادي.. فهو نتيجة سياسات خارجية جاهلة وغبية، ورهانات سياسية وتصورات وهمية، تقوم على ان لبنان لن يترك، وان العرب سوى يتقدموا لنجدة لبنان لحماية اصدقائهم.. والغرب لن يتوقف عن دعم لبنان، حفاظاً على هذا النموذج، الذي مع الاسف لم يعد نموذج... فانهار الاقتصاد، وتراجع الى ادنى مستوى.. ومع ذلك يقف حزب الله ممثلاً بامينه العام يدعونا للتوجه شرقاً..؟؟؟ لانقاذ لبنان.. وشعبه مما يعانيه..

التفتنا شرقاً.. سوريا بلد في قمة الازمات، والعراق شبه منهار، وايران تراهن على تحصيل اموالها المجمدة، والصين لا مصلحة لها بمعاداة الغرب وخاصةً الولايات المتحدة.. وروسيا تعاني من حصار خانق، وتستنزف في حربٍ ضروس، اكدت فشل الآلة العسكرية الروسية في حسم المعركة مع دولة صغيرة، (اوكرانيا) والحرب تجاوزت المئة يوم دون حسم..؟؟؟ كما اثبتت ان القيادة الروسية هي نموذج مشابه للانظمة الحاكمة في دول هذا المحور بحيث يتعاطفون ويتضامنون مع بعضهم البعض عند كل عدوان على شعبٍ او دولة.. من سوريا الى اوكرانيا.؟؟؟

قليل من احترام النفس والذات عند التوصيف والنشر والاعلان.. وهنا يجب القول ان مصطلح التكفيري قد تجاوزه الزمن، واعادة استخدامه لم تعد تثمر ابداً وروسيا توجهت نحو مصطلح النازية او الفاشية الجديدة، وما على دول وقوى هذا المحور سوى اللحاق بها واقتباسه واستخدامه لعله يشكل مخرجاً لهم من ازمتهم..؟؟

خلاصة القول ان لبنان، بلد مرتهن ومرهون ونحن رهائن... والسبب المباشر وغير المباشر هو ارتباطات حزب الله ومن يؤيده.. خارجياً.. وتداعيات ونتائج هذا الارتباط على الداخل اللبناني..؟؟؟ ونحن ندفع الثمن..؟؟

بقلم: مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

 

حسان القطب



مقالات ذات صلة